كشف تقرير حديث صادر عن منصة MAGNiTT، بدعم من صندوق الاستثمار الجريء السعودي (SVC)، عن هيمنة السعودية على مشهد الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث تمكنت المملكة من جذب استثمارات بقيمة 1.5 مليار ريال سعودي (412 مليون دولار) خلال النصف الأول من عام 2024، لترتفع حصتها من إجمالي الاستثمارات الجريئة في المنطقة من 38% في النصف الأول من 2023 إلى 54% في النصف الأول من 2024.
لكن هذا النمو ليس مجرد ارتفاع مؤقت، بل هو تحول هيكلي يعيد رسم خارطة ريادة الأعمال في المنطقة. إليكم أبرز ملامح هذا التحول وتداعياته على مستقبل الشركات الناشئة في المملكة.
نجحت السعودية في تجاوز كلٍّ من الإمارات ومصر لتصبح مركز الاستثمار الجريء الأول في المنطقة، مدعومة بعدة عوامل رئيسية:
✅ برامج التمويل الحكومية: مثل صندوق الاستثمار الجريء السعودي (SVC)، وصندوق "جدا" التابع لصندوق الاستثمارات العامة، وبرامج دعم المشاريع الناشئة من "منشآت".
✅ إصلاحات تنظيمية وتشريعية: تسهيلات في تراخيص الشركات الناشئة، وفتح الملكية الأجنبية، وتطوير حوكمة الشركات لجذب المستثمرين.
✅ توسع حاضنات ومسرعات الأعمال: من خلال مبادرات مثل مؤسسة مسك، و KAUST Innovation Hub، وبرنامج "فنتك السعودية" لدعم الشركات الناشئة وربطها بالمستثمرين.
كل هذه العوامل تعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي للشركات الناشئة، مما يجعلها منافساً رئيسياً لأسواق مثل دبي والقاهرة.
🔹 قطاع التكنولوجيا المالية (Fintech) يتصدر بعدد الصفقات (14%) مدفوعًا بـ:
🔹 قطاع التجارة الإلكترونية يحصد الحصة الأكبر من قيمة الاستثمارات (52%) رغم أن التكنولوجيا المالية تتفوق في عدد الصفقات، حيث جذبت الشركات الناشئة في التجارة الإلكترونية تمويلات بقيمة 806 مليون ريال سعودي (215 مليون دولار).
💰 تدفق أكبر لرؤوس الأموال في المراحل المبكرة: من المتوقع أن تزداد جولات التمويل الأولي (Seed) والسلسلة A، مما يعزز نمو الشركات الناشئة بوتيرة أسرع.
🌍 توسع الشركات السعودية عالمياً: مع هذا الزخم الاستثماري، ستبدأ الشركات الناشئة السعودية في التوسع خارج حدود المملكة، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في الأسواق الإقليمية والدولية.
📈 صفقات ضخمة وعمليات طرح عام أولي (IPO): مع ازدياد الاستثمار الجريء، يمكننا توقع جولات تمويل كبرى تتجاوز 100 مليون دولار، وصولاً إلى إدراج شركات ناشئة في البورصة.
مع استمرار صعود السعودية كمركز استثماري جريء، هناك قطاعات ناشئة من المتوقع أن تحظى باهتمام المستثمرين خلال السنوات المقبلة:
🔋 التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة
🧠 الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة
💊 التكنولوجيا الصحية والعلوم الحيوية
الأرقام القياسية التي سجلها الاستثمار الجريء في السعودية تعكس نقلة نوعية في بيئة ريادة الأعمال، مدفوعة بالدعم الحكومي، وثقة المستثمرين، وإصلاحات تنظيمية متسارعة. ومع هذا الزخم، تبدو الشركات الناشئة السعودية في طريقها لتحقيق نمو غير مسبوق، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل على الساحة العالمية.